هندسة البناء،

محمد فال بلال

تقول هندسة البناء أن لا أحد يستطيع تشييد عمارة على أنقاض بناية سقطت بالفعل دون إزاحة الأنقاض أولا. وهذا لا ينفى إمكانية ترميم المباني القديمة بشرط أن يكون "الأساس" صلبا وسليما؛ أما إذا كان "الأساس" معوجا فلا بد من تسويته بالأرض قبل وضع حجر أساس آخر. وفي هذا المجال، لا تختلف النظم السياسية عن العمارات والبنايات إلاّ في أنّ إنجازها أكثر تعقيداً. وموريتانيا الآن تستعدُّ لبناء عمارات سياسية جديدة: برلمان، وبلديات، ومجالس جهوية، ستكون عنوان نظامها السياسي وقلبه النابض.
إن حضوري هنا في شبكات التواصل الاجتماعي حيث تتواجد القوى الحيّة، ويعبر الناس عما في ضمائرهم ويكتبون بحرية تامة؛ علمني أن فئات عريضة من الشعب الموريتاني تنظُرُ إلى ما سيقام به من هدم وبناء خلال تصميم مبنى البرلمان والبلديات والمجالس الجهوية القادمة. وكما تعلمون، فإن مسؤولية بناء النظام السياسي تقع على الجميع، موالاة ومعارضة، خلافا لما يعتقده كثيرٌ من الناس من أن النظام السياسي هو من نتاج عمل الحكومة والحزب الحاكم فقط.
وهناك أسئلة كثيرة تُطرح، وتنتظر الرد من الأحزاب؛ و منها على سبيل المثال، لا الحصر: هل تَنوُون خلط الجديد بالقديم؟ هل تنوون ترميم الأعرشة المتهالكة؟ أم تعتزمون الإتيانَ بتغييرات وتحولات معتبرة؟ أقول لكم جميعا، و ورائي من التجربة ما ورائي، إن نبض الشارع يقول بوضوح - والواقع يشهد - أنّ الأغلبية الساحقة من الشعب تترجّى من ترشيحاتكم جِدّيةً في إزاحة الأنقاض وقُدرةً على بناء مؤسسات جديدة. إن كان ولا بُد من البقاء على شيء من القديم، فلتكن كمية التجديد كافية لتحقيق تحوُّل نوعي.
————————————————————-
*طلب و رجاء: اعفوا أنفسكم من تعاليق من نوع:
وأنت من أنت؟ وأين كنت؟ ألست من الأحكام السابقة؟ ولماذا لم تقل هذا قبل هذا؟ إلخ،،، 
وفِّروا لكم الوقت، وناقشوا الفكرة؛ الأشخاص ليسوا مهمين في الموضوع. هه

جمعة, 27/01/2023 - 13:26