حول ملف السلفيين الفارين من السجن المركزى

سيد أحمد محمد باب

ملاحقة السلفيين الفارين من السجن المركزى بنواكشوط ليست بتلك البساطة التى بتصورها البعض، بحكم خبرة المجموعة المقاتلة بدروب العاصمة نواكشوط، وطرق البلاد الداخلية، قبل سنوات الإعتقال والملاحقة، وخطورة القضايا المنسوبة لأفرادها، ونشاز التفكير الذى يعتنقون ، والحاضنة الإجتماعية التى نسجوها خلال العشرية الماضية (الزيجات والأصدقاء) ، وخصوصا منذ العودة 2014  من قاعدة صلاح الدين بولاية آدرار إلى السجن المركزى بنواكشوط الغربية، وانفتاحهم على العالم الخارجى، عبر وسائط التكنولوجيا والزيارات اليومية.
يحاول الأمن منذ ساعات العملية الأولى وضع يده على العائلات البديلة لكل السجناء، وتتبع حركة الأقارب كافة، ومراقبة هواتف المحيط الإجتماعى لكل سجين، ورصد سلوك النشطاء الذين زاروهم خلال الأسابيع الماضية، وتفعيل شبكة الأمن بالعاصمة انواكشوط، واستخدام الرصد الجوي لمتابعة الحركة اليومية بجيوب العاصمة الشمالية والشرقية، والإستماع لآلاف المكالمات الهاتفية، والقيام بعمليات دهم وتمشيط فى العديد من الأحياء الشعبية، والتعامل مع أي بلاغ بالجدية المطلوبة. 
ويضغط الأمن باستمرار على السجناء الفارين من خلال نقاط التفتيش المفاجئة بأكثر من جهة داخل العاصمة نواكشوط، وبتمركز القوات التابعة للأجهزة الأمنية الأربعة المنخرطة بقوة فى عملية البحث(الشرطة والدرك والحرس وأمن الطرق) ، وتفعيل الحركة على النقاط الحدودية. 
وتراهن الأجهزة الأمنية على الأخطاء المحتملة من السجناء الفارين، أو الرصد أثناء عملية التحرك بين أحياء العاصمة نواكشوط المحتملة، و الضغط على الأسر المستضيقة، ومراقبة أنشطة الشبكة المحتمل أن تكون مسؤولة عن رعاية الفارين أو توفير وسائل التخفى والهروب. 
لحد الساعة لايوجد معتقل واحد من الرباعى المذكور، لكن هنالك عشرات الموقوفين من أنحاء العاصمة نواكشوط، وهنالك تتبع لصور الكاميرات الموجودة فى الشوارع، وخصوصا لكصر ودار النعيم، مع التعامل بحذر من أي مشتبه به، والتحقيق مستمر فى ملابسات الحادث، وهنالك تقييم للمعدات المحتمل أن تكون مع الجناة، وقادة الأجهزة الأمنية فى المكاتب منذ ليلة الأثنين، لرصد الجديد ومتابعة الأوضاع بشكل مباشر، والرئيس على إطلاع بكل مجريات التحقيق وخطط الملاحقة و المطاردة القائمة للجناة. 
إذا لم تكن المجموعة قد أتخذت قرار المغادرة عند الساعات الأولى للعملية، بمساعدة خارجية (عبر خطوط تقليدية معلومة لدى الناقلين والمهربين)، فقد تكون مهمة البقاء خارج قبضة الأمن شبه مستحيله.
وإذا كانت المجموعة قد غادرت نواكشوط ليلة فرارها من السجن المركزى دون المرور بأي منزل أو الإختفاء فى الأحياء الشعبية، فقد يكون مسرح اللعبة دون شك هو أحراش غيدي ماغه أو روصو، أو أطراف تيرس زمور.

خميس, 09/03/2023 - 18:24