درجة عجز كل حزب منها عن الحصول على مقعد برلماني ولو وحيد ؟
بداية طبيعة الانتخابات الحالية خاصة وغير مسبوقة وتمت( برمجة) سياقاتها بعناية فائقة من طرف ( مهندسى) انتخابات محنكين ذوى خبرة( طائعية ) مشهودة
يعرفون جيدا طرق إفشال (المعارضة ) تاريخيا ومنعها من تحقيق المكاسب الإنتخابية
بعد ذلك لنتذكر أن هذه الأحزاب لم تجدد ولعدة عقود برنامجا ولاخطابا سياسيا ولا واجهات قيادية ولاهيكلة داخلية
عانت تلك الأحزاب من نزيف( دماغي) حاد اثر على شعبيتها فخرجت منها أحزاب بكاملها
ف( التكتل) مثلا خرجت منه تشكيلات ضاربة نجحت اليوم فى الحصول على مكاسب انتخابية كبيرة
12من النواب الناجحين حتى الآن مروا ب(التكتل) ومنهم من لم تزل( طعمة بزولة) الحزب فى فمه
( تقدم) أيضا خرجت منه مجموعات قيادية ضاربة وصل بعضها قبة البرلمان قيد الانتخاب
و( التحالف الشعبي) هو الآخر خرجت منه جموع تمكنت بدورها من التخندق تحت يافطات جديدة من تحقيق مكاسب انتخابية فى الاستحقاقات الحالية
يجب ان نلاحظ أيضا أن هذه الأحزاب تعرضت ل(شيطنة) إعلامية مقصودة
قيل إن ( التكتل) حزب قبلي جهوي ديكتاتوري
وصف( التحالف الشعبي) بأنه حزب شخصي لتحقيق مصالح ضيقة لزعيمه وحاشيته المقربة
اتهم( تقدم ) بأنه أصبح حزب قبيلة واحدة وتخلى عن شعاراته اليسارية
كل تلك العوامل نضيف إليها البؤس المادي لهذه الأحزاب جعلتها تموت( سريريا) وتظهر اليوم ضعيفة منهكة عاجزة حتى عن أن( تقوم من بلد الطيحة)
ويمكن الحديث أيضا عن توجه جديد نحو الوجوه الشبابية والأحزاب الجديدة كنوع من الثورة الخجولة على الأحزاب نمطية القيادة والخطاب ولذلك حظي( الفرس الأسود ) و( العين الرمادية ) باهتمام الناخبين وتمكن الائتلافان من الحصول على عدد من المقاعد البرلمانية والبلديات
ويعرف الجميع من أين جاء الائتلافان ومرشحيهما
وثمة معطى بالغ الأهمية وهو أن الأحزاب عندنا لا تتجدد شعبيتها ولاتعوض الخارجين منها فهي عادة مغلقة قبليا أو عرقيا أو أيديولوجيا لا تستقبل وافدين إلا فى حالة الحزب الحاكم الذى تاتيه الناس أفواجا هاربة من ( عصاه) مقبلة على( جزرته) وهو فضفاض يتسع للجميع لأنه تحالف مصالح ومطامح ليس إلا