انتصارا للشاي :

الشيخ معاذ سيدي عبد الله

تصنف منظمة اليونسكو بعض المأكولات والمشروبات تراثا إنسانيا تجب المحافظة عليه ورعايته..
ولكل أمة وجبة أو مشروب يعتبر علامة ثقافية لها، بحيث تتجاوز رمزيته ماهيته المادية..
فكم من مثقف وأكاديمي يمني ظهر في وسائل الاعلام وفي شدقه كرة من القات ؟
وكم من مجلس خليجي قُدمت فيه القهوة العربية المريرة لمن لا يعرفها؟
وكم من مصري تباهى ودعا ضيوفه لوليمة من الملوخية بالأرانب؟
وكم وكم ..
فلكل شعب مشروب أو أكلة يعتبرها جزء من ثقافته ووجوده.
وقس على ذلك ( أتاي) فهو لساكنة هذا المنكب كالماء والهواء.. فبه يكرم الضيوف، ومنه تقدم الهدايا والهبات وعليه تحلو مجالس السمر جدا وهزلا..
ولا أعرف مشروبا بعد الخمر حظي بما حظي به أتاي في الشعر .. ولا أعرف أمة خصصت للشاي مدونة شعرية مثلما فعل الموريتانيون..
فيكفي أن مدونة شعر الشاي الموريتاني أتاحت لنا أطاريح علمية قدمت للدكتوراه في جامعات عدة..
إذن : أتاي ( رغم أنه مشروب عالمي) فهو بالنسبة للموريتاني ثقافة.. هو كالدراعة والملحفة وامنيجة والتيدينيت وآردين ..
توقفوا عن (مدنية الوسائط) هذه، فلن يوقف الموريتاني عن تناول الشاي أي دراسة علمية ولا أي ترهيب طبي…
وإن دون ذلك خرط القتاد…

ثلاثاء, 23/05/2023 - 13:23