فى يوم الشاي

حبيب الله أحمد

الشاي جزء من حياتنا كموريتانيين  
سحرنا فسكرنا به منذ مطلع القرن العشرين 
تتعدد تسمياته وطرق إعداده عبر العالم لكنه فى موريتانيا وفي لشكله(الولادي) الأصيل والجميل والأنيق 
احببناه فدبجنا فيه دواوين الشعر و( لغن)
مشروب يحبنا ونحبه 
* مرة قدم كأس شاي أنيق مجلل برغوته المهيبة لضيف أجنبي من ضيوف الاب المؤسس المختار رحمه الله 
ربما كان تشاوسييكو أو تيودور جيفكوف أو زعيم كمبوديا 
المهم وضع الضيف الكاس امامه وطلب ملعقة لتناوله فهم المختار بحسه المرهف وذكائه البدوي أن ضيفه يعتقد أن الأمر يتعلق بحلويات مثلا وليس بمشروب فأخذ كأسا مماثلا وبدأ يشربه بهدوء فهم الضيف تصرف المختار وأخذ( يتراشف) الكاس بشغف
* درسنا فى كيهيدى ايام مدرسة الزراعة أستاذ من جمهورية السودان اسمه حيدر أحمد إبراهيم وكان( ابيظن) من ( تيدنيت) ولدعو 
وكان( مهراز) شاي يزورنا فى السكن الداخلي من حين لآخر ليحضر جلسات الشاي 
قلت له ذات يوم 
( أستاذ اتاي فالداخلية اليوم اعلي آن ادور تشرب كأس ماكطيت اشربتو ) اجابنى باسما( لحبيب آن مانشرب الزريغى وازيافه اليوم اعفونى من اتاي اتايك أفضل منو الحنظل أنت تغسل لماعين توف)
* حدثنى طبيب سعودي يزور البلاد من حين لآخر قائلا 
( فى مطار نواكشوط أول شيى افعله عند هبوط الطائرة هوالبحث عن كاس( منعنع ) و( يابس) 
أنا( اندوخ) طيلة وجودى خارج موريتانيا رائحة الشاي تفتح رأسى وعقلى)
* حدث قريب لى ذات مرة 
( كنت نشتغل أمع خليجى كط جانى هون لأول مرة ايشوف موريتان 
اكبظتلو كاس من اتاي عند بياع فالمرصه لكبيره 
شربو واتلذذ حت عاد إيهز راصو 
"إيش هذا ياشنكيطى
أول مرة أشوف خمر حلال" 
امشين عن المرصه لين الحكن الملعب الاولومبي كاللى
"وكف ياشنكيطى 
ارجع للصوك نشرب كأس اخر "
ارجعن رغم الزحمة أو حمان  انهار جيت لامنادم بياع اتاي كتلو شوف هذا امبلعم الخليج تم صبلو لين يبياظو عينيه لاهى ايجن بيه عزت اتاي 
اشرب دور إيعود اعشر كيسان 
تميت لين وخظ بيدون من الوته كاللى 
" ياشيخ ممكن اتعبيلى الكنينه هاذى من الشاي نشرب فالطريق وانحط الباكى فالثلاجه"
الوراث اورم راصو بيه آدواخ ما افطنتلو كاع 
هامو اتاي يندار فالثلاجه جاهلتو لخبار مسكين 
* فى أحد الملتقيات كان معنا خبير فرنسي مولع بالشاي 
يدخن مائة لفافة سيجارة ومع كل لفافة كاسان من الشاي 
سأله فضولي معنا عن سر تعلقه بالشاي فقال إنه زار بلدانا عديدة وتعرف على مشروبات واغذية عديدة ولم يعجبه إلا الشاي الموريتاني ووجبة(آدلكان+ الكوز+ التيشطار) حتى أنه رقص فرحا عندما أخبرته مؤسسته الفرنسية أنها ستنتدبه للإشراف على ملتقيات ودورات تكوينية فى موريتانيا لأنه سيجد الشاي و( لكواز)

ثلاثاء, 23/05/2023 - 13:27