خرافة :

الشيخ معاذ سيدي عبد الله

يقول المختار السوسي متحدثا عن تنبكتو وذهبها خلال القرن 17 الميلادي :
"… وأعظم تجارته ( يقصد سيدي بن علي الذي استولى على سوس) مع تنبكتو إذ يرسل إليها في كل سنتين قافلة تحمل إليها الملف والثياب والمصنوعات الحجرية والأدوية والآلات الحديدية والقافلة المذكورة تتألف من ألف أو اثنتي عشرة مائة رجل وثمانمائة بعير وعدد من الخيل(..) فإذا وصلت القافلة للمكان المعين للمعاملة مع أهل تلك البلاد، تقع معهم المعاملة دون أن يراهم أحد أو يكلمهم لأنهم يعيشون كالبوم تحت الأرض، وإنما يترك أهل سوس سلعتهم في البيداء ويبتعدون عنها فيأتي أهل تلك الناحية فيأخذون من السلع ما يريدون بعد أن يتركوا قدرا من التبر الذي هو الذهب الخام فيجمع السوسيون من ذلك ما يبلغ حمل خمسة جمال أو ستة.
وذهب تلك الناحية أخلص ذهب يوجد، ويبلغ عياره 24 كارة.. وربما أستحق من جنابكم العتاب إن لم أذكر لكم كيف يستحرج هذا الذهب من الأرض، ولكن ربما تظنون أن ذلك من قبيل الخرافات، إذ يقال إن الأفاعي التي هي أشد سما وأعظم ضررا، تعيش في بطن الأرض اتقاء الشمس الحارة، ولتجلب لنفسها البرودة تملأ أفواهها من تحت الأرض برمل الذهب (التبر) ثم إذا خرجت ليلا إلى ظهر الأرض تلقيه من أفواهها كعلامات في الأمكنة التي اختارتها للرعي". 
المختار السوسي - إيليغ قديما وحديثا - ص 220
———————-
التعليق : المختار السوسي أديب ومؤرخ متأخر جدا مقارنة مع المؤرخين الذي زاروا المنطقة وكتبوا عنها ، ولم نجد لأي منهم حديثا ( أسطوريا، خرافيا) عن تنبكتو مثل هذا ..
فهو هنا كأنما يتحدث عن شعب بدائي، متوحش ومتخلف، في الوقت الذي تحبل كتب التاريخ بحضارة تنبكتو ومملكة مالي ورقيها وثرائها وعلاقاتها المتشعبة مع حواضر العالم ككل..
وربما اعتمد السوسي على الروايات الشفهية التي رواها بعض التجار وزادوا وفيها وأطنبوا، فهو لم يزر المنطقة قط..

سبت, 08/07/2023 - 12:18