توضَّأوا.. سَحَرًا.. بالنُّور.. واعْتَقدُوا
أنَّ السُّجودَ صُعُودٌ.. فارْتَقَوْا.. سَجَدُوا
قد رتَّلوا "النصْر".. أولى الرَّكْعَتَيْنِ.. وفي
أُخْراهما اصْطَرَعَ "الإخْلاصُ" و" البَلَدُ"
و"العاديات" بهمْ "ضبْحا".. مُغِيرَتُها
صُبْحًا، وقدْحا.. لِلَيْلِ المُسْبِتِينَ.. غَدُ
فما تَرَاءى لهمْ- بعْدَ السلامِ- سِوى
قِبَاب "أقْصاهمُ" الداني.. وإنْ بَعُدُوا
تفاعَلَ الغضَبُ الغَزِّيُّ.. مذْ أَمَدٍ
وحِينما بَلَغَ "الأقْصى" انْتَهى الأمَدُ
ففارَ "تَنُّورُ" "طوفانِ" الفِدى.. مَدَدًا
مِنْ قلْبِ غزَّةَ: يا "أقْصى".. لكَ المَدَدُ!
ها "فِتْيَةٌ آمَنوا بربهمْ".. وأبَوْا
أنْ يَسْتَنِيموا.. ببَهْو "الكهْف".. ما رَقَدُوا
غَطَّ العِدى في سُبَاتِ "السَّبْتِ" مِنْ خَوَرٍ
ودَهْرُ غَزَّةَ.. لا سَبْتٌ.. ولا أحَدُ
أتوْهمُ شُرَّعًا في يوْم سبْتهمُ
جاسوا خِلالَ الديارِ.. الفجْرَ.. لا رَصَدُ
الأرْضُ.. والدُّورُ.. شَمَّا ريحَ أهْلِهما
فلا الحُدودُ.. ولا الأبوابُ.. تَتِّصِدُ
في أرْضهمْ طالما القُطْعانُ قد نَفَشَتْ
في الحقْل، في الأهْلِ عاثتْ! ما لهمْ شرَدُوا؟
يا خالد ابْن الوليد.. انظرْ بَنِيكَ.. هُنا
في ظُلْمَةِ الغَسَقِ الداجي قَدِ اتَّقَدُوا
تأبَّطُوا صخْرةَ العزْمِ التي انْقَدَحَتْ
من صخْرةِ المسْجد الأقْصى.. هُمُ الجَلَدُ!
قدْ صبَّحُوا الشَّبَحَ المنْفوخَ منْ زَبَدٍ
أسْطورَةُ الرعْبِ ذابتْ.. إنَّهُ الزَّبَدُ!
طوفانُ مَسْجدِنا الأقصى.. به انْجَرَفَتْ
هَزائمُ الروحِ.. واسْتَقْوى به الجَسَدُ
أدي ولد آدب:12-9-2023