حديث صباحي لم يكتمل مع ستيني جميل !!.

أقريني أمينوه

كان فى وجهه وجع شبيه بأسى نواكشوط؛ الذي يورثه لسكانه؛ رفات رجل يجلس لوحده محاطا بخيباته والكثير من (عقائب )القصص المضنية عن بشر خذلوه.
===
اقترب الستيني الهادئ  من طاولتي القريبة من مخرج الطواري على التيراس الذي تُزينه نباتات لم تعد تنبت إلا فى حي ILOK؛ الذي سلم من بطش بدويتنا ؛ وطلب مني شاحن هاتف كنت انوي استخدامه.
وبادرني باستنتاجه الرهيب:
نحن نموت هنا بفعل " الكدر" و" الورگ ال ماهي موشله" ثم تذكر أهم سبب لموتنا الملحمي فى هذه المدينة ... " اعگيبت ذ الخلق".
لم استطع أن اعقب على حتمياته المفزعة؛ فملامح وجهه تشي بمعرفته بكل شيئ يحدث هنا .
كان الستيني خارج لتوه من قسطرة وعمليتين جراحتين فى مناطق متفرقة من جسده الهزيل؛ يمكن التنبؤ بها بسهولة عجيبة.
===
قال إن الجميع هنا بلا ذاكرة وأن الجيل الذهبي لهذه المدينة قد غادر؛ والقليل منهم هو من يجلس فى الارجاء وأشار بيده الى زميل له يلعب فى نادي السبعين؛ وقور بملامح طفولية وأناقة تتقص من هيبة بطاقة تعريفه .
سألني عن الصحافة وأهلها وهل مازال نفاد المازوت من سمات سيارتهم
وقبل أن أجيب عن أسئلته السكينية؛ اعتذر وغادر بهدوء جميل يليق بذاكرته المضمخة بالحنين .

سبت, 25/11/2023 - 13:17