انتمى عمريا لجيل كان يُطلق على الشخص الذي يعيش فى بحبوحة من الرزق " امشعشع".
وخلال السنوات الأخيرة تراجع المصطلح الى قبو ارشيفي فى متحف اللغة اليومية؛ ليحل محله مصطلح شبابي ( بارد) وهي كلمة مُثلجة تطلق على نفس الشخص من الفئة الناجية من براثن العوز وضيق ذات اليد الذي يتخبط فيه شعب موريتانيا السعيدة.
وفى محاولة لممارسة حفريات لغوية على منشأ المصطلح ؛ يعتقد خبراء لسانيات أن مناخنا الصحراوي الجاف أسهم فى نحت هذه الكلمة؛ فالبرد مطلب شعبي عام؛ كما أن التكييف فى هذه البيئة القاسية امتياز لايحظى به جل الجمهور .
وانطلاقا مما سبق تحول إطلاق " لبرود" الى صفة ملازمة للحالة المادية لشخص يعيش فى حالة مادية ميسورة.
وبالعودة الى عدم التناغم اللغوي بين الأجيال فإن من بين مشاكلنا الإجتماعية المركزية غياب نقاش مآلات انقراض الحسانية الأصيلة؛ فمصطلح (التشعشيع ) ظهر فى التسعينات ليقصي (التطراگ) تلك الكلمة الأصيلة التى كان بقاؤها على قيد التدوال اللغوي كفيلا بالتعبير عن المراد من الكلمتين!!