دائما تتداعى إلى ذهني علاقتنا الوجودية بهذا التراب، نشأة، ومآلا، وتوطنا،فاستحضر أن القراءة في الرمل كانت ولم تزل مشغلا إبداعيا يسكنني، ففي أواخر التسعينات، نظم لي المركز الثقافي السوري أمسية، وكان يومها مغبرا، بدرجة طننت معها أني لن ألقى أمامي في القاعة غير موظفي المركز، ولكني تفاجأت بأن الجمهور الذي يننتظرني ،قدغصت به حتى القاعة الاحتياطية، فبدأت أفكر في السر العميق الرابط بين الموريتاني، والرمل والشعر، عبر قصيدة،ضمَّنْتُها هذه الأبيات:
حَبَّاتُ هذا الرمْل.. تسْكُنُ رُوحَها..
أرْواحُ آبائي.. وسرُّ الملْهمِ
أنا طفْلُ صحْراءِ المَجَابَاتِ..التِي
تَلِدُ القَصيدَ.. منَ الحَصَى.. والأنْجُمِ
فعَزيفُ هذى الريحِ ..هُوجُ عَواطِفِي
وتَرَمُّضُ الصحْراء.. يَكتُبُ في فَمِي:
سِفْرًا..
منَ الصمْتِ المُجَلْجِلِ.. عازفًا:
دَقَّاتِ قلْبٍ.. حَائرٍ.. مُسْتَفْهِمِ:
ما للعواصفِ لا تحرك ساكنا
إلا قَصيدًا.. من نَزيفِ تَأزُّمِي؟!