بالمعنى القانوني لم يتقدم بملف ترشحه حتى الآن سوى مرشح واحد هو الرئيس المنتهية مأموريته الأولى محمد ولد الشيخ الغزواني، وبالمعطيات الإعلامية هناك ما يناهز عشرين شخصا عبروا بطريقة أو بأخرى عن رغبة في الترشح.
وبين الترشح القانوني وإعلانات الرغبة في الترشح هناك فاصل زمني؛ ومعطيات عديدة هي التي ستحدد القائمة النهائية للمشاركين في سباق لما تتضح بعد طبيعة رهاناته وخيارات الناخبين في يوم اقتراعه المنتظر بعد أقل من شهرين.
في زوم الصحراء هذا الأسبوع نتوقف مع قائمة المشاركين المؤكدين بمعيار استيفاء الشروط، وأبرز المنتظرين على عتبة تجاوز إشكال التزكية.
سياق السباق
يأتي سباق رئاسيات 2024 في سياق وطني ومحلي وإقليمي ودولي؛ تطبعه معطيات بالغة التأثير فيه ما يجعل استحضارها ضروريا:
✔️ فهو يأتي في ختام المأمورية الأولى للرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني الذي رفع شعار التهدئة، وهو الشعار الذي يختلف مناصروه وخصومه في الحكم على المتحقق منه، وعلى تحديد المستفيدين والمتضررين منه.
✔️ والسباق ينطلق والتوتر في المنطقة على أشده؛ ومخاوف حتى من دق طبول الحرب على الحدود الشرقية مع مالي.
وفي الإقليم أيضا انتخابات في السنغال التي أحيت روح التغيير والأمل فيه لدى قطاعات معتبرة من الرأي العام وخصوصا الشبابي منه.
✔️ والسباق ينطلق والعالم كله يشهد تحولات عميقة بفعل تداعيات طوفان الأقصى وحرب الابادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في غزة وفلسطين.
الحاصلون على التزكية
في هذا السياق إذا يستعد المشاركون لسماع صفارة الايذان بالانطلاق؛ منهم من نال تزكيته؛ وهناك من ما زال ينتظر.
الحاصلون على التزكية حتى الآن وفق المعايير التي اعتمدتها الأحزاب الداعمة للحكومة ستة فقط:
☑️ الرئيس المنتهية مأموريته الأولى محمد ولد الشيخ الغزواني المدعوم من أحزاب الموالاة والقوى التقليدية ؛ يراهن داعموه على تجاوزه من الشوط الأول وبأغلبية كبيرة.
☑️ زعيم المعارضة حمادي ولد سيد المختار؛ مرشح حزب تواصل، يعتقد تيار الاسلام السياسي أنه الأحق بأن يكون المنافس الرئيس ، ويعتبر مراقبون ترشحه في آخر لحظة إشارة على وجود اعتبارات داخلية في ترشيحه ربما أكثر من الاعتبارات الخارجية.
☑️ زعيم حركة ايرا بيرام الداه اعبيد المشارك للمرة الثالثة في السباق الرئاسي، ويجزم مناصروه أنه سيدافع عن موقعه الذي حصد في السباقين الماضيين (2014 و 2019) الثاني في الترتيب وحامل خطاب التغيير الراديكالي؛ لكن هناك من يرجح أنه قد لا ينجح في ذلك هذه المرة.
☑️ البرلماني والمحامي الشاب الأستاذ العيد محمدن المدعوم من أغلب القوى المشكلة لتحالف أمل موريتانيا، يرى فيه عديدون المرشح الأكثر أهلية لتصدر مرشحي المعارضة؛ وقد حظي بدعم حزب اتحاد قوى التقدم، وله حظ معتبر من دعم التيارات الشبابية المعارضة.
☑️ البرلماني السابق والرئيس الجديد لحزب التحالف من أجل العدالة والديمقراطية حركة التجديد با ممدو بوكار ، وهو المرشح الذي سيواجه تحدي القدرة على تعبئة الكتلة الناخبة التي ظلت تمنح سابقيه ترتيبا متقدما ضمن مرشحي المعارضة .
☑️ المرشح السابق للانتخابات الرئاسية الاقتصادي الشاب المرتجي ولد الوافي، الذي سيكون الثاني على قائمة التصويت حيث قدم كلفه للمجلس الدستوري اليوم؛ لكن ليس من الواضح بعد ما إذا كانت نتائجه هذه المرة ستكون أفضل من نتائجه السابقة.
..ومرشحون في الانتظار
وفي مقابل الستة الحاصلين على التزكية حتى الآن؛ هناك قائمة طويلة في الانتظار يتصدرها:
✔️ الدكتور نور الدين محمدو الذي تدعمه قوى شبابية تعتبره منافسا قويا في الساحة السياسية نظرا لطرحه السياسي القوي.
✔️ أوتوما سوماري المدعوم من قوى شبابية وسياسية معارضة، ويقول مقربون منه إنه يسعى لأن يكون منافسا جديا في السباق القادم.
✔️ المستشار أحمد ولد هارون ولد الشيخ سيديا الذي عرف من خلال خرجات إعلامية سجل فيها مواقف معارضة راديكالية ضد النظام الحالي.
✔️ القيادي السابق في حزب التحالف الشعبي التقدمي أحمد ولد صمب الذي سبقت له المشاركة في عدة استحقاقات بلدية وبرلمانية، ويسعى هذه المرة للمشاركة في السباق الرئاسي.
في انتظار الصافرة.
وفي انتظار انتهاء أجل إيداع ملفات المشاركة في رئاسيات 2024 لمعرفة القائمة النهائية للمرشحين؛ يبقى التقدير الجلي حتى الآن أن الانتخابات لن تكون أكثر الانتخابات سخونة في تاريخ الانتخابات؛ فميزان القوة ما يزال يشير إلى تفوق مرشح السلطة على منافسيه المعارضين والمستقلين.