غالاكتيكوس غزواني!

الشيخ محمد حرمه

أنا مُشجع لنادي ريال مدريد منذ أكثر من عشرين عامًا، وطالما كنتُ مفتونًا بفكرة الغالاكتيكوس التي طرحها أولَ مرَّة رئيسنا فلورنتينو بيريز، وهو رئيس ليس لدينا أي حرج في التطبيل له، لأنه كسب قلوبنا بشرعية الإنجاز، حفظه الله ورعاه.
لقد جمعَ هذا المهندس المعماري الذكي، في فريق واحد مطلع الألفية كُلًا من زيدان وفيغو وبيكهام وكارلوس ورونالدو الأسطورة.
نجح بيريز في تحويل الخيالِ إلى واقع.. وها هو يعيد الكرّة!
مع فارق القيّاس.. حوّل ولد الغزواني خيال السياسة إلى واقع، وجمع حوله ما يمكنُ أن نصفه بأنه "غالاكتيكوس" من عتاة السياسة الموريتانية ووحوشها.
لا أدري كيفَ فعلَ ذلك.. ولكنه فعلْ!
قبلَ عشر سنواتٍ فقط (2014)، نُظِّمت انتخابات رئاسية قاطعها قادة المعارضة، اليوم هؤلاء القادة يقفون مع ولد الغزواني، بوجه مكشوف ودون أدنى تردد أو تلكؤ.
كيفَ أقنعهم؟ لا أعرفْ!
أحمد ولد داداه.. مسعود ولد بلخير.. موسى فال.. محمد جميل منصور.. سيدي محمد ولد محم.. بيجل ولد هميد.. محمد فال ولد بلال.. وآخرين كُثر.
تمثل هذه الأسماء آخر الوحوش السياسية في البلد، لا تمكنُ المزايدة عليها، فهي التي صنعت الحدث خلال العقود الأخيرة.
أتفهمُ الخطاب الداعي لإشراك الشباب، والذي تحوّل مؤخرًا إلى خطاب يعادي التجربة والخبرة، ولكن الأسماء -خاصة في السياسة- تشبه الخمر.. يعتقها الزمن!
الاسم لا يكون له وزن وهو في بداية الطريق.. فنحنُ هُنا أمام تاريخ أحمد.. كاريزما مسعود.. حنكة موسى.. خطابة جميل.. صلابة ولد محم.. إخلاص بيجل.. فطنة ولد بلال.
وأربعةٌ من هؤلاء مرشحون سابقون للرئاسة!
غابَ اليساري المتمرد محمد ولد مولود، ولولا أحداث اللحظات الأخيرة، لكان جزء من "الغالاكتيكوس".
إنَّ الحالة السياسية التي خلقها ولد الغزواني، يجب التوقف عندها وقراءتها.. وطرح السؤال: كيفَ فعلها؟
ثم إنها قد تكون فرصة سانحة لبناء جيل جديد من المعارضة.. وقد بدأت بوادر ذلك.
سأختم بتطبيل لرئيسنا الفخر بيريز: تبًا لك أيها المجنون.. سنبايعك على السمع والطاعة حين تحقق الـ15 هههه      

HALA MADRID

جمعة, 31/05/2024 - 20:18