من هو الوزير الأول القادم؟

حبيب الله أحمد

سؤال يطرحه الجميع الان رغم أنه لا اهمية للوزير الأول ولا لحكومته فى بلد باض فيه الفساد وعشش وفرخ تحكمه تحالفات تقليدية بآليات مدمرة للمشروع الوطني الجامع 
الحكومة بوزيرها الاول وكافة أعضائها مجرد قفازات لذلك التحالف وبيادق يتمترس خلفها 
لايمكن التكهن باسم الوزير الأول القادم مع ان الوزير الأول الحالى تشير عدة دلائل أقلها( انتخابي) إلى أن مهمته انتهت وسيكون خارج دائرة التعيينات 
الأصل الكارثي ان يكون الوزير الأول معينا وفق ( محاصصة) اجتماعية قبيحة قلصت دور الأطر التكنوقراطيين فى لعب دور خدمي للدولة والشعب 
وبمفهوم( المحاصصة) الوقح والذى يتعارض مع بناء دولة كفاءات لا ولاءات فإن الوزير الأول يجب أن يكون حرطانيا تروزيا إنصافيا ولا اهمية لماضيه ولا حاضره الإداري والمالي بل يمكن أن يكون صاحب سوابق
لقد استنسخنا مع الاسف تجربة لبنان الذى دمرته المحاصصة ولو أنها هناك طائفية دينية وهنا عرقية جهوية 
لم يخرج غزوانى من عباءة (المحاصصة) التى اعتمدها عزيز وقبله معاوية فسار على نهجهما فيها شبرا بشبر وذراعا بذراع وإن حولها إلى ( جهوية) بدل ( عرقية) فى مرحلة من المراحل 
يميل غزوانى إلى تعيين وزير أول(مفاجأة) فحين تتردد عشرات الأسماء المقترحة يعين اسما لم يكن فى " شرطة" الإشاعات ولا " فرطتها"
اسماعيل ولد بده ولد الشيخ سيديا شوهد فى حفل تنصيب غزوانى للمامورية الاولى يأوى إلى ظل قصي يراقب زحمة لم يجد من يفكها أمامه على طريقة( قالتا لانسقى حتى يصدر الرعاء ) ليعلن بعد ايام عن تكليفه بتشكيل الحكومة 
ولذلك فالتوقعات تبقى جزافية 
ويعرف كل أهل( اتويميرت) أن غزوانى لا يبحث عن وزير أول وطني نشط نظيف اليد بالغ الكفاءة والتجربة يكفيه فقط تسمية وزير أول يخدم توازنات اجتماعية عرقية سياسية وليكن أسرق من ( إيكندى) وأنوك من ( باقل) و أجهل من( معرظ)
إنها مع الاسف نفس طريقة تعيين الوزراء فالكفاءة ليست المعيار الأول 
مرعب أنه لا أمل لدى الموريتانيين فى تخلى( حليمه ) عن عادتها ( القديمه) فى تسمية الوزير الأول القادم وطاقمه الوزاري 
ومستوى ازمات البلاد اليوم مخيف سياسيا وافتصاديا وامنيا ولا يمكن لحكومة ( أوزار) حل أبسط ازمة من تلك الازمات 
نحن نحتاج حكومة كفاءات وعمل وصرامه ولتكن سوداء كلها أو بيضاء كلها المهم ان تكون على قدر التحديات 
هناك من يتربص بنا داخليا لإشعال فتنة عنصرية وخارجيا لإقحامنا فى صراعات حدودية شرقا او جنوبا أو شمالا 
ولدينا ثروات هائلة هي محط انظار القريب والغريب وموجة هجرة غير مسبوقة لشبابنا هربا من الجوع والبطالة والحيف وسوء الحاضر وضبابية المستقبل 
أما ضعف الدولة وخدماتها وانتشار الفساد والمحسوبية وضعف الإقتصاد وسوء احوالنا الخدمية والمعيشية فحدث ولاحرج
اتحدث عن حاجتنا لحكومة محاربة ميدانية قوية 
لسنا بحاجة لرئيس لأننا( ننزل البركة) فى غزوانى وإن كنا نريده أن ( يتنافظ) ويضرب الطاولة ويقنعنا بانه هنا وبأننا هنا ويقنع أعداء الداخل والخارج بأن للبيت الموريتاني رب يحميه 
الشعوب تنسجم مع حكامها الأقوياء وليس مع ثقافاتها كما يقول البعض 
ونحن نريد " رب بيت" لا يضرب الدف ولا يستمع ل( الدجف) عينه حمراء ترعب الاعداء ويده رحيمة تمسح على رؤوس اليتامى والفقراء 
نريده أن يصرخ فى وجهنا
( شفيت من ضعفى ومن طيبتى 
فطيبة النفس لها آخر)
ليلبس لأمة الحرب دفاعا عنا فهي تصلح ايضا لحرب التنمية والعدالة والمساواة ايام السلم والهدوء
 

اثنين, 29/07/2024 - 09:12