بعد ساعات من تكليف الوزير مدير الديوان السابق السيد المختار ولد اجاي بتشكيل أولى حكومات المأمورية الثانية للرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني ، بدأت تتشكل في المشهد السياسي مواقف لافتة ؛ معارضون يعبرون عن مستويات من التفاؤل، وأطراف في الموالاة لا تخفي توجسها.
في زوم الصحراء هذا الاسبوع نرصد تلك المواقف اللافتة لمحاولة فهم دلالاتها ،وكذا لاستشراف أفق تعاطي الحكومة مع التحديات والانتظارات .
من حيث لم يحتسب
جاء أول ترحيب باختيار الوزير مدير الديوان السابق السيد المختار ولد اجاي من ثلاث جهات كانت تعتبر عناوين المعارضة الأكثر راديكالية:
✔️ من المرشح الذي حل ثانيا في الانتخابات السيد بيرام الداه اعبيد ؛ فقد اعتبر الأمر انتصارا للقوى غير الظلامية في النظام.
✔️ ومن شخصيات مقربة من الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز ، وخصوصا قائد فريق الدفاع عنه الأستاذ محمدن ولد الشدو .
✔️ وكذا من المرشح الذي لم يتمكن من الحصول على التزكية والذي كان يحمل الخطاب الأكثر إلحاحا على التغيير الراديكالي " اتفرديل" الدكتور نور الدين محمدو.
وبتعبير هذه الأطراف الثلاث عن مواقف إيجابية؛ وعدم تسجيل أطراف المعارضة مواقف تشكلت صورة منذ الساعات الأولى أن هناك سحبا تتشكل في المشهد السياسي.
الصراع المفتوح
وفي مقابل " ترحيب" المعارضين برزت مؤشرات تحفظ مدونين مقربين من أطراف في الموالاة تظهر للعلن ما كان يتداول في صالونات السياسة عن استقطاب حاد بين أطراف في السلطة، وبلغ الأمر ذروته مع جهات يرجح ارتباطها برجل الأعمال محمد ولد بوعماتو.
وتظهر هذه التدوينات ما يظهر أنه صرع أجنحة محتدم تدل المؤشرات على أن الحسم فيه كان لصالح الوزير الأول فمن يرفع الصوت عادة في مثل هذه الحالات هو الطرف الأضعف.
جدول أعمال مشحون
الراجح أن يكون جدول أعمال السياسة مشحونا خلال الأسابيع القادمة برغم أنها في العادة أشهر عطلة ؛
✔️ فهناك تفاهمات يتوقع أنه يجري إكمالها لتكريس " الهدنة" بين السلطة وحلف بيرام،
✔️ وهناك ترتيبات لاحتواء التوتر في بيت الموالاة الداخلي.
✔️ وهناك مؤتمر حزب الإنصاف المتوقع أن يرسم اختيار مدير حملة الرئيس غزواني سيد أحمد ولد محمد رئيسا جديدا خلفا لرئيسه الحالي ماء العينين ولد أييه الذي عاد للحكومة من جديد.
✔️ وهناك ما يتوقع أن يكون خريطة عمل المائة يوم الأولى التي عادة ما تحرص الحكومات على تنفيذها لتقديم صورة عنها.
✔️ ويبدو الغائب الأبرز في مشهد الأيام الأخيرة، وأجندة الأسابيع القادمة حتى الآن هو الفعل المعارض الذي يبدو أن فاعليه لم يستعيدو أنفاسهم بعد سباق الرئاسة بعد!