قبل سنوات و في شمال الحي الاداري توقفت شاحنة معطلة؛ نسي عنها صاحبها أو رحل دون أن يذكرها أحد .
إلي حد الآن لا توجد مشكلة.
يمنح هيكل هذه الشاحنة لسان ظل محدود المساحة؛ اعتادت " كهلة اگويرات" أن تستريح فيه في عز الظهيرة؛ وتأخذ قيلولة فرنسية هي وبناتها وأحفادها في أمن وأمان .
وعلى مر السنين تكونت " تمزه" معتبرة اطلق عليها سكان الحي
(تمزة الكهلة ) نسبة إلي (اعزوز اگويرات).
تصور أن هذه " الگلفه" تعرضت للتجريف في يوم رمضاني ساحن بسبب قرار مستعجل من رئيس مصلحة الحماية الترابية في جهة نواكشوط مثلا.
ومع موعد " تحكاك" " گويره" المسائي وجدت نفسها حبيسة توقيف تعسفي في حوش كبير يعود لصهر رئيس المصلحة الذي اجرته الإدارة ( كرمال ) عيون الصهر الذي يستحق علينا جميعا التبجيل والاحترام؛ لكن المسكينة " گويرة" بلا ذنب كما هو واضح في بداية القصة.
إذن نحن أمام قرار جائر من موظف متعب وصائم .
تذكر سكان الحي سلمية " لگويره" وانشغالها في مهامها الحياتية العادية؛ حتى أن عائلتها الكبيرة ربتها على عدم المساس بممتلكات الغير.
وحتى أوقات صياحها تختاره بعناية؛ حيث لاتزعج كبار السن .
في الإدارة الموريتانية توجد تلك " لگرويره" المسالمة وتُظلم يوميا بين ظهرانينا دون أن نتبه لهم.