يسير نسق التحضير للحوار الوطني بتعثر شديد

حبيب الله أحمد

دعونا بداية نقول إنه اصلا لا داعي  لهذا الحوار ولا أهمية له ولن ينتج عنه سوى تعميق الهوة بين أطرافه كما علمتنا التجربة وإلا فستوضع مخرجاته فى سلة المهملات ولن تطبق أبدآ 
بعيدا عن حنكة الكادحين وقدرتهم على احتواء المخالفين واللعب على حبال السياسة بدا موسى أفال يتحرك بديكتاتورية لفظية على الأقل وانحرف بسرعة فلم يعد على نفس المسافة من الجميع
كأنه مرتهن لأطراف بعينها أو كأنه مكلف بمد " البساط الأحمر " لطرف وحيد دون غيره 
عندما يقول موسى افال تصريحا أو تلميحا إن الحوار بحاجة ل"فلان" وإنه لن ينجح فى غيابه فهو يجازف باستقلاليته المفترضة على أن تاريخه السياسي يتناقض مع الحياد والاستقلالية السياسية 
وعندما يقول لفصيل سياسي لا يمكن تجاوزه " انتم منشقون قد نستمع إليكم لكننا سنركز على القيادة " الشرعية " فمعنى ذلك انه حكم بالإعدام السياسي على فصيل ضارب له كلمته وتاثيره ووجود فى الساحة مهما اختلف " الفرع" عن " الأصل "
إن تركيز موسى أفال على الاستماع لأحزاب حقائبية مجهرية تقضى وجه النهار فى الأغلبية وتضاجع "المعارضة" ليلا غير مفهوم خاصة وأنه لم ينفتح حتى الآن على المجتمع المدني بنقاباته وجمعياته وفصائله المختلفة 
لا يمكن الشروع فى حوار وطني مالم نعرف مشاكل الصحة والتعليم ومطالب عمالهما والاستماع إلى كل الفئات المهنية والعمالية 
إن للحوار جوانب اجتماعية واقتصادية لا يمكن تجاوزها إلى الجانب السياسي وحده 
لا نعرف حتى الآن هل قيل لموسى أفال أن يدفع بحصان الحوار أمام عربته ام انه قالها لنفسه 
خطوات موسى متعثرة والحوار محاط بعراقيل ومطبات كثيرة 
ومع ذلك يمكن إنقاذه لو عرف موسى مهمته وكانت الحكومة جادة فى تعيينه منسقا دون أن تسأله عن" التى بيمينه "

جمعة, 11/04/2025 - 10:40