مراكش.. سيدة المدائن

أدي آدب

"مَرَّاكُشُ الحمْــــــــراءُ".. بنْتَ الأطْلسِ
من سِرِّ بهْجَتِكِ.. اسْكُبِي.. لِي.. أحْتَسِي
إنِّي لَـبِي ظَمَأُ الصَّحَـــــــــــــــارِي مُوقَدٌ
وحَمَاسَتِي تُذْكِي ثُـــــــــلُوجَ الأطْلَسِ
 يا من وضعْتِ الثلْجَ تـــــــــــــاجَ جَلَالَةٍ
يــــــــا من لبسْتِ النخْلَ حُلَّةَ سُنْدُسِ
 أنا "يوسفُ" الصحْرَاء.. أنْتِ "زُليْخَتِي"
هــا وجْه "يُوسفَ" في اللِّثَام.. تفَرَّسي
مهْما ادَّرَعْتُ غُبارَ خيْلي العــــــــــاديا
تِ.. الفــــاتحاتِ..  فلنْ يدنّسَ بُرْنُسِي
صهْ، قالتِ الأصداءُ:"يوسفُ"، "زيْنبٌ"
تُـــــلْـقِي- إليْكَ- بنــــظْــرةِ المُسْتَأنِسِ
إنْ كنْتَ "يُـــوسُفَهَا" الجميلَ.. فكُنْ لها
في الحُبِّ "يُــــــونُسَ" قلْبِهَا المُتَوَجِّسِ
وإذا "تَعَنْتَرَ"- فيكَ- أعظمُ فــــــــارسٍ
 كنْ "قيْـسَهَا" المفْـــــــــتون، أو فَتَقَيَّسِ
فاصَّاغَــرَ البَطَلُ الأمـــــــــــيرُ تَعَشُّقا:
ليْـــلَايَ.. مِنْ بيْن "الجَــوارِي الكُنَّسِ"
 لا.. لا تَغَارِي.. "زيْنَبُ" الحسْناءُ من
"أمِّ القُرَى".. في الغَرْب.. لا تتحَسَّسي
فلَأَنْتِ- مِنْ بَيْنِ العَــــرَائِسِ- "كَعْبَتِي"
ولَتِلْكَ- من بيْنِ المَـــــــدائِنِ- "مَقْدِسِي"
تاللهِ، ما "مَـــرَّاكُشُ الحمْراءُ".. غـــيْـ
ـر قصيدةٍ.. مِنْ حُسْنِ "زيْنَبَ" تكْتَسي
فهُما لديَّ قصيـــدتانِ تَمَــــــــــــاهَــتَا
لم أدْرِ كُنْهَ المُكْــــــتَسَى، والمُكْــــتَسِي
 الحبُّ.. والحرْبُ: اكْتِـمالُ هُــــوُيَّتِي
وبُطـــــــــــــولة الوجْهيْن سِرُّ ترؤسي
إنِّي "أبـــو بكرٍ" أمِيـــــــري، مُلْهِمِي
وهُــــدَى "ابْنِ ياسِين" العظيمِ مُدَرِّسي
قد جئتُ أرسمُ جنَّة الصحْـــراءِ.. عـا
صِمةَ المَغَاربِ.. بالحُروفِ.. وبالقِسِي
لتَكُــــونَ سَيِّدَةَ المَــــــدائِنِ كُــــــــلِّها
ما بيْن "أنْدلسٍ" لأقْصـــــى "الأطْلسِي"
يستقطبُ الدُّوَلَ العظـــــــــيمةَ سِرُّها
دَرَسَ الزمـــــــــانً.. وسِرًّها لمْ يدْرسِ
يَتَعَشَّقُ الأمَـراءُ، والعُلــمــــاءُ، والشْـــــ
ــشُعَراءُ.. فـــيها.. مُسْتَـــــرَادَ الأنْفُسِ
سَقَتِ "المُرابطَ"، و"المُوَحِّدَ"، مثْلما "السْــ  
ـسَعْدِيّ"، وَ"العَلَوِيّ"- ذاتَ الأكْؤُسِ
سَقَطَتْ "بَديــــــــــــعاتُ" القُصورٍ بحُبِّها
رَهْنَ الزمـــــانِ القـــاهِـرِ المُتَهَنْدِسِ
والجامع "الكُتُبِيُّ" يتْلـــو شــــــــــــامخا:
الكُتْبُ للعُمْــــــــــــرَانِ خيْرُ مُؤسِّسِ
وهناكَ "يُوسُف" مـا يزالُ "مُـــــرابِطا"
 يرْنـــــو ببَـــــرْزَخِـه، كأنْ لمْ يُرْمَسِ
و"رِجـــــالُها" السبْعُ التعـــــــاويذ التي 
عاشتْ مَنــــــــاراتٍ بــها.. لمْ تُطْمَسِ
وهنا "الفنَــــاءُ" الحَيُّ.. سيــــرةُ ذاتِها
مَلْـهَى الكظِــــــيمِ، وفُرْجَة المُسْتَيْئِسِ
وهناك- في "أغْمَـاتَ"- "أنْدَلَسٌ" حَوَا
هَا قبْرُ "مُعْتَمِدِ" الجَمَـــالِ "المَرْقَسِي"
آنستُ من تِلْـقــــــــــــائه نُورَ الرُّؤى
قال: اقتبسْ- في الشعْر- مَــا لمْ يُقْبَسِ
"مُدُنُ القصــــائدٍ" بـايعتْ "مرَّاكِشًا" 
كُنْ "شـــاعرَ الحمْراء" صدْرَ المَجْلِسِ

أربعاء, 28/05/2025 - 18:37