التكامل والتنافر في الأنظمة الموريتانية

محمد يحيي ولد العبقري

الأنظمة أو الأحكام وإن شْئتَ الحكومات حلقاتٌ متتالية ليس هندسيا بل زمنيا  تسهم في رسم تاريخ أمّة لأزمنة معيّنةٍ.

إنها ترتبط يبعضها ارتباطا يماثل الذي بين الجسيمات لتشكَل حلقات متداخلة الأحداث وإن ظهرت أحيانا بشيء من عدم التناغم.

ففي الأنظمة الدَيمقراطية الأمر جدّ عادي ,يتسلَم الحكمَ الفائزُ من الخارج ويشتركان مع من قبلهم ومن يلي في بناء الدَولة بحيث تتكامل الأدوار كلٌّ بحسب ما يعيش من أحداث  ويترك من آثار و يقضّى من زمن .

و به يكون تاريخُ حكم الأمّة أو الدّولة خليطا من عمل من تعاقبوا علي السّلطة فتقف علي لافتات وملصقات وشوارع بأسماء مختلق الحكّام,لا عيب فيه.

أحكام موريتانيا :

-من28نوفمبر1960 إلي 10 يوليو 1978:المرحوم المختار ولد داداه بوصفه رئيسا للجمهورية .

( 18سنة و7 أشهر و13يوما تقريبا .)

-من10يوليو1978 إلى 3يونيو1979 : المرحوم العقيد المصطفي ولد محمد السالك بوصفه رئيس اللجنة العسكرية للخلاص الوطني .(10أشهرو24يوما.)

-من3يونيو1979 الى4يناير  1980: المرحوم العقيد محمد محمود ولد احمد لولي بوصفه رئيس اللجنة العسكرية للخلاص الوطني .( 7أشهر  و 1 يوم.)

-من 4يناير1980 إلى 12دجمبر  1984العقيد محمد خونا ولد هيدالة بوصفه رئيس اللجنة العسكرية للخلاص الوطني .( 4أعوام و11شهراو8أيام.)

-من 12 دجمبر1984 إلى 24 يناير 1992العقيدمعاوية ولد سيد احمد الطايع بوصفه رئيس اللجنة العسكرية للخلاص الوطني ومن 24 يناير 1992الى 3أغسطس 2005بوصفه رئيسا للجمهورية .

(8 أعوام و1شهرو12يوما كحاكم عسكري و 13سنة و6أشهرو 10 أ يّام  كرئيس مدني . )

-من3 أغسطس 2005 إلى 19ابريل 2007المرحوم العقيد اعل ولد محمد فال بوصفه رئيسا للمجلس العسكري  للعدالة والديمقراطية.(1سنةو 8أشهر و16يوم .)

-من  19ا بريل2007الي  6 أغسطس 2008 سيد محمد ولد الشيخ عبد الله بوصفه رئيسا  للجمهورية .

(1سنة و 3 أشهر و 18 يوما.)

-من6  أغسطس 2008 إلى 15 ابريل 2009اللواء محمد ولد عبد العزيز بوصفه رئيسا للمجلس الأعلى للدولة .( 8أشهرو9أيام.)

-من 15 ابريل 2009الى  5 أغسطس 2009 المرحوم با مامادو امباري بوصفه  رئيسا للجمهورية بالنيابة

(3 أشهر و  21 يوما.)

-من5أغسطس 2009 إلى اليوم محمد ولد عبد العزيز بوصفه رئيسا للجمهورية .

ومن مظاهر التنافر العصية على العدِّ -علي سبيل المثال -هجران حتى المقاطع التي كانت تُتَداوَلُ بين  الناسَ ومثلها القصائد الشّعرية إن تعلّقت بالغريم فلا تُسْمَعُ إلاَ نادرا كمالا توجدُ في الأسواق .

والصَواب أن تلك أمّة قد خلت تأخذ أبّهتها من تمثيل الضمير الجمعي للأمّة ولا يناسب بحقّها النسيان أبدا حتى إن كنّا لا تتنفس وإياها نفس الثقافة السياسية.  

ويحسُنُ من دون الخوض في التفاصيل ذكرُ أنّ التنافر المشهودَ في الأنظمة يكون خفيفا مرّةً وعميقا مرّات و ذلك بحسب طبيعة العلاقات بين القادمِ والذّاهبِ.

وإذ نسجّل للنّظام الحالي عرفانه بجميل مؤسّس الدَولة الأستاذ المختار ولد دادّاه نري أنه من المفيد معرفةُ    أن تاريخ الأمّة كلٌّ لا يتجزأ وبالطّبع فيه الحسنُ والمستحسنُ وغيرهما وفى الجميع تعملُ النسبية عملها وتلك سنَةُ الحياة.

إن العمل علي إمَاتَةِ الحي فيه حياة ومن حُظِيَ بقراءة -أهل الكهف للحكيم – ومجنون ليلي لشوقي يطّلع  على أنّ من يُدْفَنُ حياً لا يكون قد مات ,أَوَ لم يُدْفَنْ حيا؟

وإذ نتهيّأ لاستحقاقات مهمّة قريبا فإنه يغلب علي الظنَ أن القادمَ سيُكمّل الذي قبله بعد ما تبينَ  بُطْلانُ المذهبِ القاضي بتضاد الأنظمة التي الأصلُ فيها التكاملُ.

(يتواصل...)

خميس, 24/01/2019 - 19:02