في حديث حسن صحيح، عند أبي داود في سننه، أن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، سمع أحد بنيه، يدعو، ويقول: <<اللهم إني أسألك الجنة ونعيمها وبهجتها وكذا وكذا، وأعوذ بك من النار وسلاسلها وأغلالها وكذا وكذا، فقال: يا بُني إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "سيكون قوم يعتدون في الدعاء"، فإياك أن تكون منهم، إن أعطيت الجنة أعطيتها وما فيها من الخير، وإن أعذت من النار أعذت منها، ومن ما فيها من الشر>>..
تكلم بعض العلماء قديما وحديثا عن الاعتداء في الدعاء، ومما قالوا: أن العدوان في الدعاء، يكون تارة بكثرة الألفاظ، وتارة بتوليد المعاني، كما يكون بالدعاء بما لا يشرع، أو برفع الصوت في غير محل الرفع، أو بالتوسل بأشياء غير مشروعة، أو الدعاء على شخص بغير حق..
أعتقد ـ والعلم عند الله ـ أنه أدركنا زمن القوم الذين يعتدون في الدعاء..
إذا دعا عليك شخص بغير حق، فلا تحزن، فهو إلى مقام الاعتداء أقرب منه إلى مقام الإجابة، وكنا في الصغر نسمع: "دَعُوةْ الظَّالم مَا تَتْخَطَّ عَبَُونُ"..
تقبل الله منكم..