ما زال مستوى التعاطي الإعلامي مع الموجة الارتدادية الثانية لجائحة "الكوفيد 19" ضعيفا ويفتقرا إلى العلمية والصرامة في الشكل والمضمون على الرغم من المحاولات "المكلفة" من الميزانية العمة للدولة في "خواء التخطيط" وغياب "استشراف النتائج".
إن كثير الدلائل التي تشير إلى أن ضعف مسار البلد وتأخره، عن الركب الأممي عموما والإقليمي ولانتماءاتي خصوصا، تعود بالأساس إلى خور النخب القيادية والفكرية وانزياحها بزاوية مفتوحة بعيدا عن أدوارها الطبيعية على النقيض تماما من جميع نخب العالم في بلدانها وإن تباينت باختلاف
إن الخطاب النقدي جزء لا يتجزأ من الواقع الثقافي القويم، وغيابه يعني حتما نضوب منابع العطاء والإبداع وأفول النخب بعد العجز عن الإنتاج ولعب الأدوار المنوطة بها على اخلافها وتكاملها.
لا شك أن الأوبئة ترهق الشعوب، تضعف مسارات بلدانها التنموية، فتقلص نشاطاتها الاقتصادية لتكسد منتوجات صناعاتها وتنحسر التصديرات لتزيد حظوظ الفقر بين أوساطه وينصب أكبر اهتمامات الحكومات على الشأن الصحي لتفادي انتشار الوباء وتطويقه بسرعة.
لا شك أن الدولة الموريتانية تتجه بخطى غير مسبوقة إلى دولة القانون التي "تعاقب" و"تثيب"، دولة المؤسسات الديمقراطية التي تحترم وتؤدي أدوارها مسؤولياتها عن تنظم الحياة السياسية ومراقبة الحكومة في أدائها وتعاملها مع الشأن العام ومنه بالأساس مال الخزينة العامة الذي تتوقف
وهل الإعلام من الناحية النظرية إلا عين وعقل، وضمير المواطن وبصيرة الوطن. أو ليس من المفروض انه أداة الشعب لمراقبة جميع السلط والمؤسسات في الدولة، وفضح الفساد أنى وجد؟
"لن نتساهل مع أي شكل من أشكال الفساد أو الإخلال بالحكامة الرشيدة"
فقرة بارزة من خطاب رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني إلى الأمة بمناسبة عيد الفطر المبارك؛ خطاب تجاوز الصيغة التقليدية إلى تناول هموم الحكامة بكل أبعادها.
"الاشجار تقع إذا كانت جذورها ضعيفة" استمعت مرات إلى تسجيل للنائب والحقوقي برام ولد الداه ولد اعبيدي وهو يعلل طلبا ورد إليه ممن أسماهم أطر من "لحراطين" يطالبونه بشجب ما قالوا إنه "منعهم من التعيينات" في مناصب الدولة، كما يرجوا دفاعه عن أفراد منهم فصلوا عن وظائفهم معتب