أثار استطلاع نشرته صحيفة "معاريف" الإسرائيلية يتناول عملا ميدانيا في الجزائر جدلا حادا، لأن الصحافي الذي أنجزه وهو جدعون كورتز قد رفضت سفارة الجزائر بباريس رسمياً منحه تأشيرة الدخول إلى البلاد. لكنه حقق هدفه في النهاية، بتواجده ضمن الوفد الصحافي الفرنسي، الذي تنقل إلى الجزائر مع رئيس وزراء فرنسا في 8 و9 أبريل الماضي.
وأعلن البرلماني المثير للجدل حسن عريبي، اليوم الجمعة، عن رفع سؤال مكتوب لوزير الخارجية رمضان لعمامرة حمل استغرابا لقراءته تصريحات وزراء جزائريين لصالح الصحيفة الإسرائيلية، في عددها الصادر 23 مايو الجاري.
وجاء في السؤال المكتوب: "يحزنني سيدي الوزير، أن مطار هواري بومدين الدولي (يحمل اسم الرئيس الجزائري الراحل) صاحب شعار مع فلسطين ظالمة أو مظلومة، قد داسته أقدام صهيوني. وإن دخوله أرض الشهداء الأحرار وتجوله في شوارع العاصمة ودخوله لمقرات رسمية مثل إقامة الرئاسة بزرالدة، لنقل أجواء الجزائر الجميلة إلى فلسطين الحزينة.. كل هذا أمر يحز في النفس ويستفز مشاعرنا كجزائريين. وإنه لمن المحزن أيضا أن يقوم شرطي جزائري عاشق لفلسطين، بمرافقة هذا الصحافي وحراسته".
وتساءل البرلماني "هل منحت سفارتنا بباريس تأشيرة دخول لهذا الصهيوني، ومن هو المسؤول المباشر عن منحها؟ ما هي الطريقة التي تمت بها غربلة قائمة الوفد الإعلامي، المرافق للوزير الفرنسي مانويل فالس لبلادنا؟ ولماذا لم تنتبه الجهات الأمنية لهذا الاختراق الخطير للسيادة الوطنية؟ هل هي انتكاسة مخابراتية للدولة الجزائرية، أم هناك نية في التطبيع مع دولة الكيان الإرهابي الصهيوني؟".
وأضاف عريبي وهو قيادي بـ"جبهة العدالة والتنمية": "لقد سجل الأحرار في فلسطين والعالم أجمع بكل اعتزاز وإكبار، مواقف الشعب الجزائري وحكومته عبر السنين، وانفرادهم بالوقوف المتميز مع الشعب الفلسطيني، فهل يرضيكم أن تتزعزع هذه الصورة بعد تلك الزيارة المشؤومة لممثل صحيفة صهيونية لبلادنا وتنقله في شوارعنا؟".
ويعدَ جدعون مراسلا لعدة وسائل إعلام إسرائيلية بفرنسا، من بينها "معاريف" و"مجمَع التلفزيونات العمومية الإسرائيلية".
وعلمت "العربية.نت" أن رئاسة الحكومة الفرنسية تدخلت لدى السفارة الجزائرية، للعدول عن قرارها رفض إصدار التأشيرة لجدعون، وهو ما تم فعلا. للتذكير، زار وفد من صحافيي جرائد خاصة جزائرية تل أبيب عام 2001 بناء على دعوة من الخارجية الإسرائيلية. وقام حينها جدل غير مسبوق، إذ راجت أخبار مفادها أن الزيارة بمثابة بالون اختبار، يسبق التطبيع مع إسرائيل.