"شعبانة".. موروث يحييه المغاربة سنوياً احتفالاً بقدوم رمضان

على مر العصور، حافظ المغاربة على إحياء طقوسهم قبل أيام من شهر رمضان احتفالاً بقدومه.

غير أن هذه العادات شهدت تطوراً على مر التاريخ في مظاهر الاحتفال بين مختلف الفئات الاجتماعية ببعض القرى والمدن.

إذ أصبح المورث الشعبي، الذي دأبت نساء المغرب على الاستعداد له بطقوس خاصة، منها الموسيقى، ومجالس الحناء، يتخذ نمطاً جديداً للتفاخر والتباهي بين عائلات الأثرياء والسياسيين.

فيما اختلفت الروايات حول تلك الطقوس التي اعتاد المغاربة توثيقها في النصف من شهر شعبان، كمظهر من مظاهر الاحتفاء برمضان واستقباله روحياً واجتماعياً واقتصادياً، حيث يحرصون على شراء ملابس تقليدية، وإعداد الحلويات، وتبادل الزيارات وإنشاء مجالس الذكر والمديح في المساجد والزاويا.

فرصة لنشر التسامح
وتعتبر النساء احتفالية "شعبانة" فرصة لتغيير الأثاث وإعداد الولائم، بينما ترى فيه أخريات فرصة لنشر التسامح وتصفية قلوبهن مع أزواجهن وبداية مرحلة جديدة تخلو من المشاكل.

كما تحظى ليالي "شعبانة" باهتمام خاص عند عموم النساء، إذ يحتفلن مرتين: الأولى في منتصف "شعبان"، والثانية في آخر ليلتين قبل رمضان، حيث يستحممن وينظفن أنفسهن، استعداداً للحفلات والولائم التي يكن حريصات فيها على الغناء وممارسة طقوس الحناء.

كذلك تحرص النساء على تزيين منزلهن بالشموع وإقامة أمسيات مستعينات بفرق تعزف أنواعا متعددة من الموسيقى، من "كناوة" و"الملحون" والعوينات"، فيما تكون هذه الأمسيات ممنوعة عن الرجال.

باحث يشرح
في هذا الصدد، قال الباحث في التراث والتاريخ هشام الأحراش، لـ"العربية.نت" إن هذا النوع من الاحتفالات لا يقتصر على رمضان بل يقام أيضاً في مناسبات دينية أخرى، موضحاً أنها موروثة في الأصل عن الفاطميين بمصر في القرن التاسع، وبعدها عن الموحدين والمرينيون في المغرب.

كما أشار إلى أن تطور أشكال الاحتفاء في المناسبات مهم وضروري ويظهر مدى تطور المجتمعات ووسائل الزهد والترفيه عندها.

نقلاعن العربية نت

جمعة, 28/02/2025 - 12:45