يحكى أن فتاة تسمى "دعد" كانت على غاية من الجمال والفتنة والذكاء والفطنة، فجاءها الخطاب من كل أرجاء الجزيرة العربية، وكانت تقول دوما لأبيها: يا أبت لن أتزوج إلا من أرضاه، ولن أرضى إلا من يقول فيَّ قصيدة يطرب لها سمعي ويخشع لها قلبي.
يحكى أن طبيبا هاويا أناخ ذات يوم بقوم من أهل "الڭبلة" فوجد جماعة في خيمة من بينها رجل تدمع عينه. فقال له بثقة كبيرة وحماس: "عينك مريضة وسوف أداويها فورا. أوقدوا نارا وضعوا فيها مكواة واذبحوا شاة سمينة وأحضروا آسفل" (حبل من جلود). سأل المريض الطبيب: ولماذا "آسفل"؟
2. الفتوة. وتختزل في قاموس البيظان العلم والأدب والنبل والتواضع والأناقة. وكان فاضل بهذا المفهوم فتى؛ فكان غزير الثقافة جم المعارف فصيح اللسان نبيلا وكريما ومتواضعا وأنيقا.
ويحُل أول وفد عربي قادم من الجمهورية العربية المتحدة بربوع موريتانيا، بعد عزلة طويلة عن العرب دامت قرونا وقرونا.. فتنبري الشلة للاحتفاء بهذا الحدث التاريخي، وتُعد نفسها لذلك، فتُجري تدريبات شاقة على شاطئ "المحيط الهادر" في أوج الشتاء.
يبدو أن الردة الساحقة الماحقة التي جرت في موريتانيا بعد عرسها الديمقراطي الذي توَّجَهُ مهرجان تبادل السلطة بين رئيسين من الأغلبية منتخبين، يوم 1 أغسطس 2019، قد أحدثت زلزالا كبيرا في إفريقيا، وخلقت في بعض أقطارها هزات أعمق وأقوى مما خلقته في موريتانيا!
من ثوابت ذرائع الإخفاق السياسي في موريتانيا تَغَنِّي قادتها بلازمة رائجة جدا، ومستنسخة ومستهلكة بكثرة، هذه الأيام تقول: "إن موريتانيا أفضل حالا من دول الجوار".