وصل أمس مدينة النعمة عاصمة ولاية الحوض الشرقي وفدا من حزب الاتحاد والتغيير الموريتاني(حاتم)، في إطار جولة تحضيرية لإطلاق حملة الانتساب للحزب تمهيدا للمؤتمر الثالث العادي.
نحن شعب لم نتعود المصارحة والمكاشفة إلي درجة أننا أصبحنا لا نتقبلها ، وبدل أن تكون مصدر قوة وأساسا سليما ، أصبح يفسرها البعض بأنها ضعفا ، ويقيم الدنيا ولايقعدها دفاعا عن تفكيره المنحط وموروثه الذي لم يتعود يوما من الأيام ، أن يصارح فيه نفسه أو أهله أو شعبه .
مثلت تصريحات فخامة رئيس الجمهورية الأخيرة منعطفا هاما في التاريخ السياسي الموريتاني حيث شكلت – لأول مرة – تعبيرا من اعلي المستويات عن واقع ظل إنكاره السمة البارزة لمختلف الأنظمة المتعاقبة في تاريخ البلد.
كلمة رئيس الجمهورية بمناسبة تخرج أكبر دفعات المدرسة الوطنية للإدارة؛ حملت كثيرا من الصراحة في تشخيص كبريات المشاكل المزمنة التي تعاني منها كل إداراتنا ومؤسساتنا العمومية، كما كشفت أقبح جوانب الفساد واللامسؤولية وأكثرها انتشارا في إداراتنا وبين موظفينا العموميين.
بعيدا عن الجدل الحالي الدائر حول فقر البلد من غناه ، وبعيدا عن التعصب والسفسطة ، يمكننا القول أن الإنسان الموريتاني البسيط في غنى عن بصر وبصيرة زرقاء اليمامة لكي يدرك أن أوضاع البلد الراهنة لا تبشر بخير على الأقل ، وقادته في مجال تسيير الشأن العام لا يسيرون مطلقا في