يقول الصحافي الأمريكي إدوارد مورّو في معرض حديثه عما قد يواجهه الصحافي أحيانا من مواقف ومراحل تلتبس فيها عنده الأمور بحدة: «أي واحد لا يكون مشوّشا هو في الحقيقة لا يفهم الموقف».
علّها تكون ضربة البداية: مفوّض الرياضة بالاتحاد الأوروبي يلمّح إلى ضرورة استبعاد إسرائيل من المنافسات بسبب حرب غزة ويدين الوضع الإنساني الكارثي في غزة.
أحد أبرز مكتسبات المجتمع السياسي والمدني في تونس يبدو مهدّدا هذه الأيام. لا أحد يدري بعد المدى الذي يمكن أن يصل إليه هذا التهديد، وما إذا كانت خطورته تكمن في أنه تهديد من داخلها أم من خارجها، أم من كليهما.
«تفجير الدولة من الداخل» هو الاتهام الذي كثيرا ما ردّده الرئيس التونسي قيس سعيّد ضد معارضيه من بين قائمة طويلة من التهم مثل «التآمر والخيانة والارتماء في أحضان الخارج» وغيرها.
إذا كان هناك من تجسيد حي لما سمته أخيرا وكالات أممية مختلفة «الاستهتار التام بحياة الإنسان»، في وصفها لما يجري حاليا في غزة من تقتيل يومي لا يتوقف، فلن تجد ما هو أكثر وضوحا واستفزازا من هذا المؤتمر الصحافي أول أمس للرئيس الأمريكي ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامي
مشهد يلخّص تماما ورطة تونس في هذه القضية: باخرة الحرس الوطني تدخل ميناء مدينة صفاقس وقد امتلأت بالمهاجرين الأفارقة غير النظاميين الذين أحبط هذا الحرس محاولتهم الوصول إلى الشواطئ الأوروبية ليعيدهم هائمين على وجوههم إلى المدينة وضواحيها.
«غالب الظن أن تضطرّ تونس خلال الأشهر المقبلة إلى الاختيار بين خيارَين أحلاهُما مرّ: إما اللجوء إلى إعادة هيكلة ديونها، وإما الشروع في مسار تقشّفي بدعم من صندوق النقد الدولي».
بغضب شديد ولغة متوتّرة للغاية ردّت تونس على البيان الصادر عن المفوّض السامي لحقوق الانسان الذي انتقد بقوة أوضاع الحريات في البلاد وسجن معارضين وصحافيين ومحاكمات في ظل قضاء غير مستقل وتكبيل لحرية الرأي والتعبير.