في حقبة التسعينات استجد نقاش بشأن الدجاج المعلب، واختلف الفقهاء في ذكاته، وأفتى كل بما أراه الله. ولم تكن إذ ذاك قد ظهرت وسائل التواصل الاجتماعي، ولا كان الجهلة قد اتخذوا منابر يتحدثون منها في أمور الفقه، ويفتون الناس بغير علم.
بعض الأصدقاء المحترمين في هذا الفضاء شن حملة على ما أسماه عسكرة ملف كورونا، وبعضهم شن حملة على تسليم "اموال كورونا" للجيش، وبعضهم بدأ الحديث عن عسكرة الإدارة، وعند تصفح المواقع الألكترونية الوطنية لم أجد أثرا لهذا الخبر "عسكرة كورونا"!!
لست نادما على أني دافعت عن برام ولد الداه عبيدي في أن يقول ما يريد وأن يتحدث من أي منبر يختاره في وطنه، وقد كتبت عنه ثلاث مرات على الأقل: حين اعتقل بدياة العقد الحالي، وكتبت أن اعتقاله "جرم على جرم" وحين فاز بجائزة حقوق الإنسان 2013 "جائزة العبودية.. برام مرة أخرى".
في حديثها الأول عن الوضع الاقتصادي والمالي للدولة تحدثت حكومة الوزير الأول إسماعيل ولد الشيخ سيديا حديث مسؤول يريد طمأنة المواطن، وتبديد مخاوف المستثمرين وتجنب الهزات الارتدادية؛ فكان حديث الأرصدة والاحتياطي النقدي..
استمعت إلى تسجيل الشيخ محمد ولد سيدي يحيى بشأن قضية محمد الشيخ ولد مخيطير، ولم يفاجئني هدوء الشيخ محمد ولا نبرته التي تزن الأمور بميزان دقيق، يمزج بين الوعي الواقعي بمقاصد الشرع، وبين محكمات النصوص.
لا يمكن أن تسوغ الاحتجاجات المحدودة، ولا أعمال العنف الأقل ردة الفعل الكبيرة التي وصلت إلى حالة طوارئ غير معلنة. لو كان في موريتانيا اقتصاد مصنف لانهارت البرص، ولتأثرت المقاولات الناشئة، أو قاربت الإفلاس..
تحتاج المراحل الانتقالية في أعمار الدول والأنظمة إلى قادة يحوزون ثقة المنظومة القائمة، وتطمئن إليهم، ويعرفون مخاوفها بشكل دقيق، بحيث يستطيعون قيادتها لقبول التغيير التدريجي والانتقال إلى حالة تشاركية مع قوى المجتمع الأخرى.