ليس هناك دولة أخرى في العالم تعتبر أن كل صراعاتها وجودية غير إسرائيل. في مواجهة غزة، في مواجهة إيران، في مواجهات سابقة مع دول عربية، تخوض إسرائيل صراعاتها وجودياً، أي عدمياً، صراعات مطلقة لا تقبل حلولاً سياسية.
منذ الجمعة 13 يونيو (حزيران)، وحتى صدور بيان دونالد ترمب عن وقف الحرب بين إيران وإسرائيل، صباح الثلاثاء، والناس تتساءل: في أي نوع من الحروب نحن؟ هل هي سويس أخرى، بكل تفاصيلها، بما فيها الدور الروسي، المندفع والمتردد؟ هل نحن في حرب 1967 بما فيها سلاح الخديعة؟
تعمل الولايات المتحدة وقطر على إدارة مفاوضات ذكية خلف أبواب مغلقة، بهدف وقف الحرب الإسرائيلية – الإيرانية، التي تهدد المنطقة كلها بحرب طويلة الأمد ذات آثار انتشارية سلبية على العالم كله.
أًخضعت غالبية بلدان العرب ونزع سلاحها وسيادتها وحُجم اقتصادها بتزاوج روح الاستسلام مع تبني الغرب وأمريكا للكيان ووجوده. وهذا التبني لسببين، الأول كونه لهم مستعمرة بمضمون قاعدة عسكرية بحجم فلسطين.
تاريخ المنطقة تعاد كتابته من جديد، وهو مرشح لأن يكون مكتوبا بدماء الشهداء أو حبر الجبابرة، وشتان ما بين النصّين. فمنذ نصف قرن تقريبا تمرّدت الشعوب على محتلّيها وآسريها، وغرست في أرضها نبتة الحرّيّة.
عمد الرئيس ترامب التضليل بالانخراط بالدبلوماسية مرتين ـ بالتنسيق وإعطاء الضوء الأخضر لشن إسرائيل حربها على إيران وفي اليوم العاشر دخلت أمريكا الحرب بقصف منشآت فوردو ونطنز وأصفهان ما يدفع المنطقة لحافة الانفجار!
في الأقوال السائرة، أن الحروب تغلق جميع الأبواب وتفتح واحداً فقط: الجحيم! تأمّل التكهنات والتوقعات في هذا الفصل من المواجهة الإيرانية - الإسرائيلية. ناس تقول إنها ممتدة ثلاثة أسابيع. وناس تقول سنة. وناس تقول إنها حرب استنزاف لا نهاية لها.
منذ انطلاق عملية طوفان الأقصى والحرب بين الكيان الصه.يو.ني ومحور المقاومة تأخذ طابع الرموز والرسائل، التي لم ينتبه لها البعض بسبب طغيان طابع التدمير والإبادة والتجويع وجرائم الحرب.