تعيش سوريا اليوم واحدةً من أكثر اللحظات حساسية في تاريخها الحديث: انطلاق العملية الانتخابية التشريعية الأولى في ظل سوريا الجديدة. هذه ليست مجرد انتخابات دورية بالمعنى التقليدي، وإنما هي تجربةٌ تأسيسية لإعادة تعريف السياسة نفسها بعد عقود طويلة من الانغلاق السلطوي.
على الرغم من المحاولات الإسرائيلية الحثيثة لإحياء ذكرى المآسي التي شهدها يوم السابع من أكتوبر 2023، ومعها التعاطف الغربي العارم الذي عرفته إسرائيل في ذلك اليوم في أعقاب عملية «طوفان الأقصى»، فإن ما يطغى على الضمير العالمي الآن، بعد مرور عامين كاملين على تلك العملية،
يشكّل القبول المتزامن من قبل الحكومة الإسرائيلية وحركة حماس لخطة ترامب للسلام، المعلنة في أكتوبر 2025، لحظة سياسية غير مسبوقة في مسار الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي.
استطراداً لمقالي السَّابق عن توجّه «حماس» للقَبول بخطة ترمب، نامَ العالمُ البارحةَ على موافقتها وقَبول إسرائيل كذلك. التوصلُ إلى هذه النتيجة لم يكن مهمةً سهلة آخذين في الاعتبار تعقيداتِ الوضع الإقليمي والعسكري في القطاع.