منذ انطلاق عملية طوفان الأقصى والحرب بين الكيان الصه.يو.ني ومحور المقاومة تأخذ طابع الرموز والرسائل، التي لم ينتبه لها البعض بسبب طغيان طابع التدمير والإبادة والتجويع وجرائم الحرب.
سيكون من السذاجة التاريخية أن ننظر إلى الهجمة الشرسة على إيران بعيدا عن منطق الحروب الصليبة، أو عن الفكر السياسي الذي كان وراء إقامة الكيان الصهيوني، بل وعن الخلفية الشعبية لصناعة “الكرواسان”( أو الفطائر الهلالية التي تلتهم في إفطار الصباح) والتي ابتكرها البعض لمواجه
قبل أكثر من عقدين ظهرت في الأدبيات السياسية الأمريكية عبارة «الشرق الأوسط الجديد» في أعقاب هجمات الحادي عشر من أيلول والحرب الأمريكية على أفغانستان والعراق.
تتواصل العملية العسكرية التي أطلقتها إيران رداً على القصف الصهيوني الغادر والذي أوقع عدداً هاماً من قياداتها العسكرية واستهدف منشآتها الاستراتيجية في أكبر هجوم تتعرض له من طرف عدوّها التاريخي في المنطقة.
كلما تحدث رجل مَعنيّ بالحرب الإيرانية الإسرائيلية، زاد المسألة غموضاً وتعقيداً. هل الغموض مقصود للتهدئة أو لأن لا بديل عنه، أو لخداع العدو، أو أنه، بكل بساطة، لكسب الوقت في انتظار الخطوة التالية؟
يقول الزميل عماد الدين حسين في «الشروق» إنه إذا لم ترد إيران على الهجمة الإسرائيلية بعمل يتجاوزها، فإنها سوف تُحفر في الوجدان الإيراني، كما حُفرت نكسة 1967 في الوجدان العربي. تبدو المقارنة صحيحة إلى حد بعيد، لكنها غير دقيقة، كما كان يقول الرئيس رفيق الحريري.
لقد تأخَّرت هذه الحربُ طويلاً، كانت منتظرَةً منذ عقدين ولم تقع. فقد نجحَ الجانبان الإيراني والإسرائيلي في تجنب المواجهةِ مكتفيين بحروب الوكلاء المحدودة إلى أن وقعَ هجومُ السَّابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.
لن تكون منطقة الشرق الأوسط أكثر أمنا بعد العدوان الإسرائيلي على إيران واستهدافها منشآتها النووية والاقتصادية. فقد سبقتها خطوات لإضعاف النفوذ الإيراني على رأسها اغتيال الرموز المقاومة للاحتلال واستهداف محاور التماس مع «إسرائيل» في سوريا ولبنان.