الحرب بين روسيا وأوكرانيا ليست كبرى، بعد، رغم أن الأطراف المتنازعة وحلفاءها قوى كبرى. كل الأخبار العاجلة التي أغرقتنا منذ أسبوعين على شاشات التلفزة توحي بأن ما يحصل هو نزاع لإعادة تموضع القوى، اقتصادياً بالدرجة الأولى قبل أن يكون عسكرياً.
إن إضفاء الصبغة الرقمية على العالم هو علامة على عدم الاهتمام بمدلولات الوجود، فضلا عن الاهتمام بما في هذا الوجود من معان وآيات، ولذلك فترقيم العالم أو رقمنته سيجعل من أنشطة الحياة مجرد إجراءات، أي أن الفعل الإنساني سيخرج من طور الحرية إلى طور الآلية، وإذا انتفت الحري
من الواضح أن الغرب في مقابل روسيا لن يقبل بأمن متكافئ مع روسيا، وفي الجانب الآخر لن تقبل روسيا أمناً قابلاً للتجزئة، العالم سوف يراقب بحذر تطورات هذه الحرب فهي بصمة مهمة في تعديل معايير النظام العالمي وولادته من جديد..
غزو روسيا أوكرانيا اليوم يؤكد ما عرفناه بالأمس، السلاح وليس السلام يصنع العالم. التاريخ يكرر نفسه، رغم مساعي بناء منظومات دولية، واتفاقات الحدود والخرائط، كلّها لم توقف النزاعات والحروب.
أن يستل الرئيس فلاديمير بوتن ورقة "قوات الردع الاستراتيجي النووية الروسية" ويعلن وضعها في حالة تأهب قتالي، يعني أنه يرفع السقف كثيرا، ربما أكثر بكثير مما يتطلبه من يصنف الحرب على أوكرانيا نزهة مضمونة النتائج كونها "عملية خاصة ومحددة"، وفق ما صرح المسؤولون الروس في ال
لن تقوم حرب عالمية ثالثة تقضي سريعاً على معظم ما هو حي على كوكب الأرض. قد يكون الأسوأ منها، حروباً طويلة متعددة الجبهات، بالأسلحة التقليدية، تديرها دول تملك القوة النووية.
لي أيام تدور في رأسي تساؤلات يلح عليّ قلمي أن أضعها في مقال، فأتهرب منها هنا، وأتفاداها هناك، وكأن عقلي يجري خلفي يريد أن «يفضح» جريمة فكرة لا يد لي فيها، لم أستدعها إرادياً ولم أرحب بهجومها القاسي. لكن، أليس التفادي لفكرة بحد ذاته مشكلة؟